الأربعاء، 16 فبراير 2011

كنا الديوان كاملاً

• كنا




• عيد الخميسي


• دار الجديد ، بيروت ، 1998


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






أصابع يوم يموت










* آخر ليل المقهى






آخر عربات الليل .. مضت


لم تدهس شيئاً


إلا أنفاس الأشجار


الكلمات تركناها تضجر


بين كراسي المقهى


في البيت سأغلق صدري وأنام


الأحلام مواربة دوماً


كصباح يطمن تحت النافذة


نسينا أن نأخذ من فوق الطاولة


أصابعنا


فيما بعد سآخذها










* أفلم يجد الماء .. ؟


سيرة






ووحيداً يتعثر إذ يخطو ، ووحيداً والرمل ، الرمل إذاً : أول ما تنتزع أصابع طفل ، أول ما يستف وما يلهو .. جدي كان , وراء النوق يسوق الكثبان فلم يترك شجرة عائلة نسقيها ، أربعة يتامى كانوا ، أعمامي وأبي ، وأبي ما زال يبيع تراباً - في برحته – باب البيت الخشبي يصيخ عشاء لسعال العربة ، إذ تلفظ آخر أنفاس نهار ، وقريبا سننام ، النوم : مدينة أطفال غير بني عمي ، وبيوت تشبه بيتي ، أنصت كشجيرة رمان للعشب النابت ، في قلب شوارع ، لم تقرص أذن طفولتنا ، لصباح لا ينطفئ كبيت مغلق ، الآن سأنصت ، أيضاً ، الآن وليل لا يشبه نجماً علق بأجنحة طفولتنا ، ماذا ألوي أن أفعل ، قلم في يدي اليمنى ، بدو يكتهلون ، إلى دمهم ، خلف عشيبات - لن تنبت - في صحراء الورقة ، بين يدي ، أعطش أفلم يجد الماء له ...


... ملجأ غير الرمل ، فماذا ألوي أن أفعل ، ماذا ...


إذا أزفر هذا الرمل ثقيلاً ، وثقيلاً يتكدس في أركان الغرفة ، أتضعضع وحدي .










* هذه الضلوع






هذه الضلوع غصون


كنت جردتها من وريقاتها ،


نحنحات غريب


طرقات ،


أناس نستهم


يخصفون دماً ،


شهقة قلما قلتها


دمعة لم أصعّد خطاي لها


وأصابع يوم يموت .










* تركات






تترك الياسمين


تترك الكلمات على جبل


في دمك .


والأغاني تسبح خلال شقوق الجدار


وكنت تركت البصيرة قرب كتاب


وكنت تركت الحقيبة ملأى وجوهاً


وكل الوجوه سفر .


لم يكد بعد يبدأ


هل ستشد بكلتا يديك


شعر هذا المساء الذبيح ...


ثم ها أنت تهجرهم


وتغيض


مثل فكرة


لم تصبها حبال الكلام .










* يرجف






أي متى


تنتظر؟


أي شجيرات في البال تظللني


... حتى الماء


يرجف .










* أصدقاء






... ويرقون


حتى تحل أصابعهم


عقد الماء في شجني


وقديم شجاي .










* لو كانت الشمس






لو كانت الشمس شمسين


هل حامت أرواحنا ،


وتريّض الشجر المهدود فوق أكفنا ،


وتفتق الألم ...


نوارةً


نوارةً


... نستنبت الضوء من ماء الضحى العكر .










* أغلق نافذتي .. جيداً






ناعساً


ووحيداً كليل


تحذر في حلق غصن يمد أصابعه


في فراغ


كليل


تحدّر في حلق شاعر


فظل يكاتب أسراره


سوف أغلق نافذتي جيداً


وسأترككم تجدون لهذا الدم الآن روحاً


لتشربه


نقبوا


سوف لا تحمله غير رمالٍ


كل هذا الدم


لا تتحمل غير رمالٍ


فظة


لم تعد


لترانا .










* بعيدون






بعيدون ...


قلت اقرؤوا


كتبوا


قلت جاؤوا


فآب قساة كثيرون لي


نديمهم الصمت


أوراقهم خبزهم


وطيورهم الحلم


سوف أحن إلى من


وأرنو لماذا


...


...


قساة كثيرون لما تزل بي أيامهم


وبعيدون


يذرون أرواحهم في فتوق الهواء .










* أنبوبة اختبار


إلى محمود تراوري






أيأس ،


أختبر وجيب العتمة ،


وأسري عن فرحٍ


لم يطرقه أحد


كهواء


أكمن لطيور - تأتي بعد قليل -


تنقر رأسي


وأسوي روحي بيتا


أعزل ،


في قمة جبل منسي ،


في خارطة سراب


بين جذاذ الريح


اليأس خوانة أحلامي


وسرائر أيامي


وصرير الباب إذا ما عدت قبيل الفجر


وتخشى أن توقظ أما وهي تهيئ لون الشمس .


...


...


هل أنت معي :


حتى العين ستزلق أحيانا .










* حياد






مثل من يجد الباب منغلقاً


ثم يأسن ماء التحية في فمه


مثل من كان ينطح جدران غرفته


مثل من سوف يطرق جلد الظلام بإزميل خاطره


مثل من يستميت - بلا طائل -


دون أن يتصدع هذا الهواء


مثلما يبرأ الموت من جثة


مثل من كان يكنس ليل الرصيف بنعليه


منحدراً


مثلما تتحدر دمعة .


مثل من يهب البحر شمعة .


مثل من بال كلب على قبره


مثل من بات تقبض عينيه مدية


مثل من كان يقترض الحسرات


مثل أندلس هرمت


...


...


...


كان يقعي الصباح


على


العتبة .










* صخر






الصخرة


قربة ماء


وراع تنزلها في كثيب


وعاد إليها


فلم يلقها


... كثيراً أراها


كثيراً أرى الصخر كنت ...










رفيف ينأى










* نميمة






ما كان غير يدين تنتثران ،


لغو أصابع في راحتين .










هل كنت أمشي


ليل كانت عشبة تنتزع الخطو


بليلاً ...


أيها الأسفلت


لم تشرق بنا وبهذه القطرات


لن تترك طيناً للصباح


ولست ترجف .










ليس ماء كاسداً هذا الهدير


دعاء جدات - عمين -


خرير أرواح ستزلق


بينما ليس الدوار هو الذي فجر هذا الغيم


لم يكن الحنين .










هذا رصيف


حيث ليست وحدها تلتف الأنفاس


كانت صلوات لبدت بين عظامي


كنت معروقاً وأعرى .










ليس جمراً


ما عليه أصك أسناني


... صحراء


وهل من جمرة إلا دم


برقى ظهيرته


وليس يصل .


وهل


إلا دم


يلمع .










تلك الجبال السود لم تظمأ كثيراً ،


حيث لا عشب سوى أيامنا .


ربما قد شربتْ هذا الهواء


انتفختْ - كانت حصيات -


وليس الآن


نسأل : هذه الصخرات تربيها لأية صرخة .










روائح ضحلة


حيث احتراق أصابعٍ


... ومض قليل


ثم يلتمس الظلام طريقه للنافذة .










ليست الرئتان ذئبين قتيلين - تماما -


ليستا ذئبين


لكن ...


لا لشيء سوف تركض


لا لشيء .










* نتوجد






في صحراء باردة


نحتطب بنينا


نتدفأ بنشيش الدم


والوحشة سكين هواء أعمى


العصب المشلوخ كأخدود - عن آخره -


نطمره بالريح


وإذ نتشمم غرقاً ... ننحدر


تغشي أعيننا الشمس


رعاة


خلف سديم مسلول


والغيم الكث كلاب ...


نتوجد أحياناً .










* كنا






وجه فتى نتركه في شمس الواحدة


وكنا نقلب أحذية ووجوها


قلنا نهب معاطفنا سنوات باردة


أو نهترئ عراة خلف نوافذ بيت


كان يطل على الشارع ،


كنا نحفره بعيون فاترة


- لم يتبقع حتى ... -


كانت نظراتك سترن على الإسفلت


ترن


كعملات يتداولها الموتى


أحياناً تعلق في كتف


وستنفضها الأيدي كغبار


ولأن الغضب رضوض


- في الدم -


كنا نبرأ منها ...


كنا لا نغضب .










* يموتون






كيف عادوا ، وعادوا وحيدين مستعجلين ، الممرات تأخذ رعشة أطرافهم ، وانسراب خطاهم إلى داكن ... داكن وشفيف . شحيحا يكون الهواء ، وصلداً ، وإغماضة أو كذلك ثم يموتون ، لم يتركوا خاطراً لنغص به ، لم يرونا ونحن نشيح لنقرأ " فاتحة " حين أرواحهم تتخطف ، ما أخذوا دف أضلعهم من فراش السرير ...






فيا أيها النمل هل تدخلون مساكنكم ... ؟


ادخلوا ذاهلين .










* حنين






دمامل ، أو نبتة في إناء الحنين الذي كان طفل


يهشم معدنه ، والتي كان ليل يفتح أوراقها .


هذه النبتة المنزلية كيف لها يسع الكون


هذا الحديد المحمى الذي تتعطف قضبانه


تحت جفني


هذا ...


سأحثو عليه دمي وأكور قلبي تماماً ... أكوره.










* عصفور يقف






عصفور


يهب إلى المعدن دفء أصابعه


منذهل


يترك لجناحيه بأن تسقط


أم تأخذه الغبطة كغريب


ينتظر مهاتفة


عصفور


كان على إفريز الشرفة


يترك بعض الريشات


رفيفاً ينأى


وهواءً يختصّ


وفولاذاً - لو مكث قليلاً - يصحو .










* مروا ... مروا






آخذ ماذا


في ليل أبيض يمضي


كالذكرى ،


لا يترك أشباها وروائح


لا يترك حتى جرحا أتحسسه بيدي .


وسآخذ ماذا ... ؟


طائرة من روق


وحقيبة أخطاء


وكراريس خطى


جدراناً


لأعلق فيها لوحات


أتركها بيضاء عدا توقيع - في ركن اللوحة -


مروا .










* خوف






كسرة ضوء في العتمة


ممشى


بين جدارين


وتحت حذائك تتقيح نفس الأحجار الملساء


نفس الجدران


تعلق عينيك بها


نفس السنوات الرخوة


تمسحها عن صدرك


لو فطراً ينمو ،


لو تنشرح كجذعٍ يبكي عزلته ...


ستهش على غربان لائذة في بحة صوتك


لو تسقط من جرف لتوازن قدميك


على كسر زجاج ...






* ليلة






إلى إبراهيم..إبراهيم الحسين






▀ يلتفت


إلى صحراء النافذة


ألا يمكن أن يحدث خلل ما


فتضل فراشات


يعلم أن لا


يعلم .






▀ ينطمس


خفيفا يتلمس في العتمة


قلبا


ينفخ فيه .


الضوء الفاسد أكثر ما يطفئ عينين .






▀ كيف لشجرات أن تخرج


كيف تظلل شمساً


- تقطر من أطراف أصابعنا -


... الشجرات الماكثة قبالة روحك .










* يشبه حلماً






أي عراء أكثر من هذا الصمت






• •






وعرفتك الضيقة






• •






ظهيرة صحراء






• •






وماذا تشبه ...؟






• •






مرآة تتقرح .. ؟






• •






طير عبر - أمام البحر - برأسك


هل تنطمس ؟






• •






عيون تأكل وجهك .






• •






" لا عشب هنا أسفل قلبي "


ثمة أشجار


... ماتت






• •






ثمة رائحة لوجوه يلفظها الشاطئ






• •






تلك وجوه نظرت للماء طويلاً .






• •


تغسل وجهك يسقط


رمل وحصى ثم دم






• •






هذا يشبه حلماً






• •






تنزع أضلاعك فيه


وترشقها في حائط .






• •






لا تستيقظ .






• •






في الغد يأتي الحطابون .














* يتصدع






شهقته تلك


وحيداً


والليلة حشد الوحشة .






• •






... غصن هواء يرتعد .






• •






كان يهم بأن يتلفت ،


أو


سينقب حسرة سابلة


نشبت في دمه






• •






... ينفض نظرات .






• •






... يعتدل .










* فراش مبتل (1)






دائماً


حين أرغب في الكتابة


أو


حيث يطرق ليلي طفل


يتصبب عرقاً ،


لا أمسح عن نافذتي المغلقة زجاجاً


سأبعثر أدراجي بحثاً عن قلم ...


(القلم الأزرق إياه) ...


فيما طفل آخر


يقلب فجراً


وجه فراش مبتل


يسحب بطانيته الصوف


... يعود ينام .










* فراش مبتل (2)






جلبتك الآتية من المطبخ


والآنية المعدن تتعثر


الباب اصطفق قوياً :


كان أبي يخرج ،


رائحة حليب يحترق ،


ستبكي أختي ثانية ،


شمس تدخل من نافذة الغرفة ،


وثغاء شياه الجيران


... سيعني هذا أن كثيرين رأوني


أقلب مرتبة الإسفنج


... سأصحو بعد قليل .










* فراش مبتل (3)






لا أدري كيف احترق فراشي


البارحة مشيت وحيداً في صحراء


وكانت شمس تثغو لا تتبعني .










دمها الواسع










* استدراج






تأتين مثل دخان يهوم بالرأس


طيفك كان يحدق بي


وروائحه خطواتي


وعن كائنات نفضت دمي


وتهدمت


طيفك كان عناقا يسير


وطيفك


تندلع الكائنات


ولا أتعثر حين يميد الرصيف .










* تعبر






عيناها


تقضم - ليس تفاحات - حشفا


... ليلاً كان يلين


الشارع


عربات تدهس نظراتي .






كنا نقضم ضجة قلبينا


باردة






أعبر


والشارع يصطبغ بتلك الحدقات السوداء


الآن ...


ودمها


الواسع


يلفحني .










* لحاق






أسير


هنالك لا شيء يومض


كان أمامي


سألحقه .










* أسهر يا أمي






نحو عصافير تنفذ من خلل زجاج


أو


خيل نحاة نفقت صحراء دفاترهم


أو


بادية


حيث الضجر شجيرات


ووجيب نساء يتوسدن لهاث البارحة


على أطراف أصابعهن


أدحرج أحلامي .


همهمة دم يتحدر من أخيلة .


هل تلك الضجة يا أمي من أيقظك


ورقات كانت تتقوض


أسهر يا أمي


وسأنخله


هل أبصرت سراباً


يا أمي أسهر وسأنخله .










* لم لا






.............


لم لا


لستِ سوى من هش دمي


بت أحز قليلاً من هذا الليل


بأسناني


هل يتذكرني عشب - لم أدفن روحي بعد به -


حين


قبيل سنين أحز بأسناني شمساً نابتة


في السرة


حين


خرجنا مرتبكين


ونار ستبلل ثوبينا


وهزيم كان سينخر قلبين .










هذه ليست قصيدة










* الغرفة






أغمض


وأشد على جفني


وفي الغرفة


حيث العتمة تأتي بروائح أخرى


بيدين ستجعلني ماءً


أغترف فصول النار وأشهق ... يتقوض رمل العالم .


يطمرني .


في العتمة


هل فضحت ما جاورها البارحة


البارحة :


أنا ما غادرت سريرك يا امرأتي !










* التذاذ






ليس أكثر من رعشة


في رذاذ يمس جداراً


سيجفل ،


سهو الظهيرة ،


قمصان بادية نقفت .


أو


نهر يعرق


وأظافر تكشط صخرة نار


مهوى ،


أو


شج في صحراء الأنفاس


... وتيه قطيع أعمى .










* هذه ليست قصيدة


أعواد هواء






• أساي صحراء ، وفي


يدي - بالأمس - أغمضت الشمس


أسرّح أهوائي أمامي ،


فحين أمشي ضللي حلمي ، فلن


تجدي مني سوى هيئات أحلام كنا


سنحملها


أحرقتها .. وكريح










• كريح تنقل كثبان صحرائها . سوف لن نترك الليل وحده


سنظل معه . وسنترك أرواحنا فوق رابية ونخوض السواحل ،


نبتل مثل الهواء ، نشمر ساعد حسرتنا


ثم نشرب ليلكِ


صبّيه ...


صبّيه ... واختلقي لوعود شمساً ظليلة.


سوف لن


تودعي الضوء فينا ، سيفسد بعض النهار الذي


تتركين لنا عطره في الرسائل ،


حين سنمشي - نؤجج عزلتنا - سوف لن تبعثي بانتظار ،


فحبركِ كان قليلاً وينفد كالصخر ... ينفد










• وسأقترح منافي وحدائق حيوانات أخرى ،


سنطوح بالصحراء ،


ومن أعقاب الذكرى لن نلتقط دخاناً يكوينا ، لن نتذكر إلا شمس الأمس ،


وكم سأفكر أن أنثرني في ماء لأرى ما أفعل بالماء ، ووحدهم الموتى يطفون


وهذا


صمتكَ : في المدن الرطبة يصدأ حتى قلبك ،


البرد وجوه الغرباء ، ومنسيون كأوراق التقويم ، كمدرسة هجرت . فتعالوا . أستنقذ منكم أنفاسي . كبيوتٍ


تتقوض . خونوا . وروائحنا ستقود ممرات لن تفضي ، ستظل ، ولن تتساقط


منا ، حتى لو كنت خريفاً ، قبل قرون ملساء كنشرة أخبارٍ . سأصادف


وجهي : شجرة .


الآن عرقي عيدان الرمل ، سأخرج


لأصادف سابلة يقضون حوائجهم . فأنام . وأبكي


وأوسد رأسي - عش من أعواد هواء - ظلاً ...


ارتاعَ مراراً حتى جف .


هنا . فاصلة للصحراء :


أرى يا ولدي أنك تذبحني


فافعل .










• الأبيض كان شراكاً


الأسود صفو ،


فلنتحسس أسماء أخرى للأبواب ،


لنتحسس


رائحة للرجل المطفأ ،


منفضة للساعات .










• وأجز نوافذ


أشعلها - أيضاً للريح


أكان سعالاً هذا العمر ...


أكان سعال وحيد يسحب أول أنفاس سيجارته الأولى ،


صنارة صياد يحلم أن يمسك أسماك التيه


سديماً أبيض


قطرات تنشق - تماماً - من سقف الحلق


وخطأ - في الإملاء - سيجهد طفل أن يمحوه .










* صحراء زجاج






الجالس أمام البحر






امش ...


تمثال حصان كان يكفي


أن


تمد إليه عينيك


ليعوي ،


امش ...


هل هذا الرصيف لوحده يعرج ...؟


والليل،


النباتات القليلة ،


التفاتات القلائل حين تلهث صخرتان .










امش ...


فالبحر الذي روحك تطفو فوقه


- قارورة نصَّفها الماء -


شوارع كنت تذرع


... روحك ابتردت


كصحراء زجاج


كالتي


تمشي .










أستند جداراً خشنا


نبتكر كلاماً كي لا نتذكر


ولأشحذ ذاكرتي تلزمني سكين من حجر :


نار وشجيرات اللوز الهندي ، بيوت واطئة ، جارتنا ،


بدو السواحل ، وغبار تتركه " القلابات " ، الحارة


عند ظهيرتها ومراهَقتي تستند جداراً خشناً


خالٍ ... أسأم والظل بطيء يطفئ رمضاء الشارع


قبل المغرب


سيعود أبي وبنو عمي مكدودينَ


... قد يأتون على غير العادة عصراً .






نصائح






حين تفكر


نم .


حين تصحو


لا تنزع أوراق التقويم


انزع هذا الحائط


... بعض نصائح يتركها السهر .










وترك لنا جدي :


من زرع


يشيخ


فقيراً .



ليست هناك تعليقات: