الجمعة، 26 سبتمبر 2008

الذي ينظر ويبتسم


ليسَ ضَرُوْرِيّاً لِمَنْ يَنْظُرَ وَيَبْتَسِمَ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ الْعَارِفِيْنَ.
الابْتِسَامَةُ لَيْسَتْ تَأْكِيْداً لِتَحَقُقِ التَوَقُعِ دَائِماً.
الْعَيْنانِ الْمُحَايِدَتانِ تَمْلِكانِ تَعْبِيْراً مَقْلُوْباً يُرَى مِنَ الدَاخِلِ.
الذِيْ يَنْظُرُ إِلَى خِزانَةٍ، إِلَى حَقِيْبَةِ سَفَرٍ، إِلَى آنِيَةِ مَطْبَخٍ بارِدَةٍ، إِلَى صُوَرٍ قَدِيْمَةٍ أَوْ آتِيَةٍ
..إِلَى قاماتٍ تَمْشِي بِوُضُوْحٍ هُناكَ فِي مَغَاوِرِ الرَأْسِ: يَنْظُرُ وَيَبْتَسِمُ.
مُعْتَذِراً مِمَّنْ يَرْقُبُ الْمَشْهَدَ فِي خَفَاءٍ
دَاعِياً إِيَّاهُ أَنْ يُشارِكَهُ الْوَلِيْمَةَ، مُتَوَاطِئاً-مَرَّةً أُخْرَى– مَعَ الْقُمَاشِ وَالْمَعْدَنِ وَالْوَرَقِ وَالصَفَعَاتِ.

رُبَّمَا كانَ يَبْتَسِمُ لأَنَّهُ أَرادَ مِنَ الْمِرْآةِ التِي فِي جَوْفِهِ
أَنْ تُنْصِتَ وَتَبْكِي، أَنْ تَراهُ وَدُوْداً..سَائِلَ حَنانٍ فِضْيٍّ أَوْ لَمْعَةَ وَمِيْضٍ.
قَبْلَ أَنْ يُغْلِقَ الْحَقِيْبَةَ وَيُغْمَضَ عَيْنَيْه أَرادَهَا أَنْ تُمَسِّدَ عَلَى رَأْسِهِ، قَبْلَ أَنْ يَنْتِفَ الْوَرَقَةَ الْخَضْراءَ الصَغِيْرَةَ
مِنْ جَدِيْدٍ..(فاسِدَةٌ).
كَمْ مَرَّةً نَظَرَ وَكَمْ مَرَّةً ابْتَسَمَ؟
كَمْ مَرَّةً حَدَّقَ وَكَمْ نَأَى؟
كَمْ مَرَّةً اجْتَمَعَتِ الابْتِسَامَةُ مَعَ النَظَرِ سِوَى فِي لَحَظَاتٍ كَهَذِه وَهْوَ يَجْمَعُهُمَا مَعاً فِي مِرْآةٍ حَزِيْنَةٍ وَلا يُغَادِرُ.

ليست هناك تعليقات: