الجمعة، 26 سبتمبر 2008

في حالة كهذه


لا أَرْفَعُ رَأْسِيَ...
أَعْبَثُ بِمَسامِيْرِيَ وَأُؤَلِفُ كُثْباناً أَوْسَعَ،
لا يَنْكُتُنِي عُوْدُكِ وَأَصابِعُكِ سَتَنْثُرُنِي.
بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالْفَيْنَةِ
سَأُحَدِّثُ نَفْسِيَ:
كُنْتِ الْمُوسِيْقَى التِي كُتْبَتْ لِي،
لَكِنَّ خُطاكِ الْهادِئةَ هُنا فَوْقِي لا أَتَوَقَعُها
لَيْسَ لَها فُجاءَةَ اللَذْعَةِ،

لا تَكْفِي مَوْتَى يُنْصِتُ واحِدُهُمْ لِطُيُوْرٍ تُنْشِبُ مَخالِبَها
فِي أَجْسادِ الْجِيْرانِ..

كُنْتِ تَأْخُذِيْنَنِي بِمِجْرَفَتِكِ،
تَنْكُتِيْنَنِي بِعُوْدِكِ
وَتُسَوِّيْنَنِي
تُسَوِّيْنَ تُرابِي بِتَمَهُلٍ
تَتَمَهَلِيْنَ
فَفِي صَفِّكِ يَقِفُ: الزَمَنُ، النَبْضُ، الْماءُ
الْماءُ الْمُسْتَيْقِظُ دَوْماً
كُنْتُ الْحَجَرَ الْغائِرَ فِي مَجْراه
وَخَرِيْراً ضالاًَ لا يَتْبَعَه.
قُلْتُ سَأُؤَلِفُ كِتاباً لَكِ
لكِنَّنِي وَجَدْتُ حِيْلَتِي زائفَةٌ
فَفِيْها اسْتِدْراجٌ لِلْكَلِماتِ.
..ظَلَلْتُ صَامِتاً
فَعَلى الأَقَلِ، فِي حالةٍ كَهَذِهِ
لَيْسَ هُناكَ كِتابٌ
هُناكَ صَمْتٌ يُمْكِنُ أنْ تَسْتَمِرْينَ طَوِيْلاً فِي تَرَقُبِه
سَأَصْمُتُ.
وَلْنَرَ مَنْ يَتَحَدَّثُ أَوْلاً.

هَلْ فِي اللُّعْبَةِ إِثارَةٌ كافِيَةٌ؟
..أَنا لا أَتَكَلَّمُ
أَعْبَثُ بِمَسامِيْرِيَ
وَأُؤَلِفُ كُثْباناً أَوْسَعَ.

ليست هناك تعليقات: