السبت، 26 يوليو 2008

أعمامي ونفر آخرون




الأحاديث التي تنغل في الماضي كما تفعل ديدان في صخرة تحاول قلبها.
الأحاديث التي تنغل الماضي كما يصنع تراب في صخرة دحرجتها السيول..
السيول التي خلفت ربيعاً لا ينسى،
( البِلْدان ) التي ساقوا منها (الحبحب) بعد مئة يوم على ظهور الجمال أو الشاحنات،
المواضع التي سكنوها وتأتي دائماً بأسماء مجهولة..
الخارطة القديمة التي لم تعد مستعملة..

يدهنها أعمامي ونفر آخرون كل ليلة بألوان عميقة للحكايات التي تنتهي بسخريات وضحك وأهاجٍ ...
تلك الحكايات حينما لا تتحدث العربية تجئ من صحراء تشاد
لما يعود الأبناء والبنات أيام الجمع
أو على لسان شيخ صومالي وهو يتذوق الموز..

أيام الموز والخيرات التي كانت تقيم وراء البحر.. تجيء بالأقاليم البعيدة فتسيل من أنهارها المياه على أبواب المنازل،
تجلب الحلوى والأقمشة إلى دكاكين شارع (الثمانين) مع البنجاب والكشميريين...

والأحاديث عندما تنغل في الرأس
كما تفعل ديدان في صخرة...
تنبعث كبخار رقيق يغلف المنازل ويحيل ألوانها، يموه الشبابيك ويطفئ الأضواء لتمكث في خفوت،

تتسربُ على هيئة همهمات بخور إفريقي أو تتصرف كوصايا (حتيتة) تحتفظ بها عجوز في خزانتها....

في هذه الأحاديث كان دوري يتطلب ثرثرات العمل وأداء الألعاب الراهنة وهو ذات الدور الذي كان يؤديه آخرون كلٌ بلغته الأم

وبحرية لا محدودة في التصرف..
مما جعلنا لا نمد أيدينا إلى المائدة إلا حينما يحتاج أعمامي ونفر آخرون إلى مخمنين جيدين

للأحاديث التي تنغل في الماضي كما يصنع تراب في صخرة دحرجتها السيول..
وقد ظللنا جميعاً ملتزمين بالقاعدة...
نخمن خطأ لئلا نخذل ضحكهم.

ليست هناك تعليقات: