
صَوْتُكِ يَأْتِيْ.
يَقْتَرِبُ وَيَعْبَثُ فِي مِياهٍ لا تَنْتَهِي.
صَوْتُكِ النّاحِلُ، الْعَمِيْقُ، الذِيْ لا يَتَرَدَدُ:
يَنْغَرِسُ بِثَباتٍ كَنَبَاتٍ صَحْرَاوِيّ.
ما يَقُوْلُهُ لَيْسَ مُهِماً.. النَّبْرَةُ تَكْفِي:
الاتِساعُ الذِيْ يَجْمَعُ النُّجُوْمَ، الْحَصَى، الأَرَقَ، الْبَساتِيْنَ، مُلُوْحَةَ الْبَحْرِ.
لا يَقُوْلُ شَيْئاً لَكْنَّهُ يَنْغَرِسُ فِيْ الْعُمْقِ، يَدْفَعُ بِالأَنْسِجَةِ الرَقِيْقَةِ وَيَنْغَرِزُ.
أَكْتُبُ عَنْ صَوْتِكِ بِهَذِه الطَرِيْقَةِ
لأَنْ لَيْسَ هُنالِكَ الْكَثِيْرُ غَيْرُ مُوْسِيْقَى ضَاجَّةٍ فِيْ مَقْهَى السَّاعَةِ 11.
******
لَوْ أَنْصَتُّ لَكِ.
لِوُعُوْدِكِ التِيْ مَا قُلْتِ
لَوْ لَمِسْتُ ظِلالَكِ،
الرَذاذَ الذِيْ يَصِلُنِيْ مِنْ كَلِماتِكِ،
الْجُغْرافِيا الدَقِيْقَةُ التِيْ تَرْسُمِيْنَ خَرائِطَها عَلَى أَثِيْرٍ دَافِئ.
لَوْ انْدَفَعْتُ وَقَبَضْتُ عَلَى قَوْسِ قُزَحٍ
حِيْنَ تَقُوْلِيْنَ (الْخُبْزَ) أَوْ (الْوَرْدَةَ) مَثَلاً..
كُلُّ هَذا يَفُوْتُنِي كُلَّ مَرَّةٍ تَتَرَقْرَقِيْنَ فِيْها،
لأَنَ الْفَجْأَةَ تَأْخُذُنِيْ دَائِماً
حِيْنَ تَتَنَكَّرُ فِيْ صَوْتِكِ النَّحِيْلِ وَهْوَ يَنْدَفِعُ،
لا يَتَسَلَلُ وَلا يَبْتَكِرُ حِيَلاً
يَنْغَرِسُ بِثَباتٍ كَعَصا فِيْ كَثِيْب.
*******
سَعَفُ النَخْلَةِ يَرْقُصُ بِلا اكْتِراثٍ فِيْ ظَهِيْرَةِ الشارِعِ،
الْعَلَمُ يَنْتَصِبُ بِخُيِلاءٍ تَدْعُوْ لِلضَحِكِ،
عامِلُ الْبِناء فِيْ (السَطْحِ) وَهْوَ يَدْعَكُ أَيَّامَهُ أَمامَ الْمَلأ،
حارِسُ الْبَوَّابَةِ حِيْنَ تَحْشُو الرَتَابَةُ جَوارِبَهُ وَقَمِيْصَهُ،
السَيَّاراتُ الْعابِرَةُ بِلا أَمَلٍ،
الطُيُوْرُ وَالشَّجَرُ الْمُهَذَّبُ تَتَواجَدُ لإكْمالِ الْمَشْهَدِ.
اخْتارِيْ واحِدَاً مِنْ هَذِه السُّطُوْرِ لِيُعَبِّرَ عَنِّي.. اللَحْظَةُ.
حَيْثُ تَبْتَعِدِيْنَ
وَلا يَقْتَرِبُ مِنِّي سِوَى هَذَا السَأَمُ
بِأَصْواتٍ عالِيَةٍ جِدَّاً
بِمُوْسِيْقَى ضاجَّةٍ تَصِلُنِي كَحِرابٍ لَمْ تَخْتَرْ طَرِيْدَتَهَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق